الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة بادين التلمساني : كرة اليــــــــــــوم انعدمت فيهـــــــا الأخلاق وأصبحت مرتعا لـ «الخبثاء»..وهذا الحكم أبعدني عن الترجي

نشر في  23 جويلية 2014  (14:59)

مكالمة هاتفية من بوصبيع جعلتنا نتنازل عن هذا اللاعب للافريقي

فوز الترجي في صفاقس سيمكنه من التتويج برابطة الأبطال

في هذا العدد نستضيف بادين التلمساني نائب رئيس الترجي سابقا في حديث الذكريات عن مسيرته كرجل فاعل في «المكشخة» طيلة سنوات.. حيث تطرّق ضيفنا الى عدة ملفات تهمّ فريق باب سويقة قبل أن يكشف عن السرّ الحقيقي الذي أبعده عن شيخ الاندية التونسية، كما تحدّث في عدّة محاور أخرى وأهمّها الارهاب الذي أصبح يهدّد سلامة التونسيين..
«توب» إلى حوارنا مع هذا الرجل المتخلّق ..

 أين اختفى بادين التلمساني، ولماذا لم يعد له أثر في الترجي الرياضي؟

تلك هيّ سنة الحياة، إذ لا بدّ من التداول على المناصب، بالنسبة لي بعد أن كنت قريبا جدّا من الترجي في عهد سليم شيبوب قبل أن أعطي بكل سخاء طيلة 4 سنوات لهيئة فريق باب سويقة بجانب السيد عزيز زهير لمدة سنتين ومثلهما مع السيد حمدي المدّب، إقتنعت في قرارة نفسي أنّه قد حان وقت الخروج لأترك مكاني لغيري وأنا مرتاح الضّمير..

 هناك من روّج بعد خروجك أن خلافاتك مع رئيس الجمعية حمدي المدّب هيّ من جعلتك تتخذ قرار الانسحاب؟

لا..لا، سي حمدي المدّب قد أختلف معه في وجهات النّظر، لكن لم تكن بيننا مشاكل أو خلافات عميقة، كلّ ما في الأمر أنّه انتابني الارهاق بعد تضحيات كبيرة قمت بها من أجل الترجي بنسبة 100 %، هذا علاوة عن تقدّمي في السنّ وتعدّد مشاغلي اللّذان زادا في قناعتي بمغادرة التسيير الرياضي..

 خلافا لما قلته، علمنا أن السّبب الرئيس لخروجك من الترجي هو الحكم «كوكو» وخماسية مازمبي في نهائي ذهاب رابطة أبطال إفريقيا فما حقيقة ذلك؟

لأوّل مرّة سأعترف أنّ المظالم التي سلّطها علينا الحكم «كوكو» في نهائي ذهاب رابطة أبطال إفريقيا ضدّ «تيبي» مازمبي هي أسوأ ذكرياتي مع الترجي وهي من أفقدتني لذّة العمل في الهيئة المديرة ودفعتني الي الخروج، صدّقني تلك المظلمة مازالت بمرارة الحنظل في حلقي إلى يومنا هذا.. لأنّنا وقتها كهيئة مديرة قرأنا حسابا لكلّ شيء ووفّرنا كلّ ظروف النجاح لأبناء فوزي البنزرتي ولم نشكّ للحظة أنّ هذا الحكم تمّ تكليفه ليسيء الى الترجي بتلك الطريقة المفضوحة.. نعم «كوكو» بصفته قريب نائب رئيس الاتحاد الافريقي تلقى وقتها أوامر بإيقاف زحف الترجي وخدمة فريق مازمبي وهذا ما أنجزه هذا الحكم في آخر مسيرته بكلّ دناءة..
في كلمة، الترجي كان ضحيّة « خزعبلات» هذا الحكم ورئيس مازمبي «مويز كاتومبي» الذي سمح لـ «كوكو» بالإقامة في «فيلا» فخمة على ملكه قبل تلك المباراة عوضا عن نزل الاقامة دون أيّ ردّة فعل من أصحاب القرار في «الكاف»..
من جهة أخرى أصرّح لأوّل مرّة أنّنا كهيئة علمنا بعد نهاية تلك المباراة الكارثية أنّ أحد مساعدي الحكم «كوكو» لما رفض الانخراط في منظومة الفساد التي خطّطت لهزم الترجي، تمّ إبعاده بطريقة سريّة وتعويضه بآخر شارك «كوكو» في جريمته..وكيف كان موقف اللّاعبين ممّا فعله معهم «كوكو»؟

لقد شعر جميعهم بالقهر من جرّاء تلك المهزلة وهو ما جعل نجمي الفريق وقتها مايكل إينرامو ويوسف المساكني يدخلان في «هيستيريا» من البكاء ورفض كلاهما بين الشوطين العودة لاستئناف الشوط الثاني قبل أن نتدخّل كمسؤولين لإقناعهما بالعدول عن هذا القرار.. ماذا بقي عالقا بذهنك من مسيرتك الطويلة في خدمة الترجي؟

أوّلا يجب أن أفتخر بانتمائي الى عائلة الترجي وبعملي بجانب رؤساء كبار من طينة سليم شيبوب وعزيز زهير وحمدي المدّب، ومسؤولين أكفاء من نوعيّة عامر البحري ولاعبين متميّزين كمراد المالكي، وخالد بدرة وغيرهم من اللاعبين الذين يتواصلون معي بكلّ ودّ الى يومنا هذا..

 أحلى الالقاب في مسيرة بادين التلمساني؟

عشت الكثير من الأفراح مع الترجي لكن أحلى الألقاب بالنسبة لي هو «الدّوبلي» الذي توّجنا به في عهد الرئيس عزيز زهير والمدرّب خالد بن يحيى الذي أظهر الكثير من الوفاء للترجي حين جلسنا إليه قبل مباشرته لمهامه على رأس فريق الأكابر من أجل التفاوض بخصوص عقده لكنّه إكتفى بالقول بحضوري أنا وعزيز زهير ونبيل الشايبي: «أنا ابن الترجي واللّي تعملوه مبروك»

 لماذا هذا الثنائي بالذّات؟

لأنّنا في تلك الفترة برئاسة عزيز زهير تخلّينا على 7 لاعبين دفعة واحدة ومررنا بفترة إنتقالية، لكني بالعمل والتضحية والانضباط والشعور بالمسؤولية وبفضل الدّور الذي لعبه المدرّب خالد بن يحيى نجحنا في صنع التحدّي وكسب ثنائي بطعم العسل على حساب الافريقي في نهائي كأس تونس والنجم الساحلي في البطولة..

من هو اللّاعب الذي كنت تكنّ له عطفا خاصّا؟

كلّ الّلاعبين كانوا بمثابة أبنائي وكنت قريبا منهم وأعمل على تحمّل كلّ أتعابهم ومشاكلهم حتى الخاصة حتى أوفّر لهم ظروف العمل المريح وأجعلهم يدخلون الملعب مركّزين على «الكورة» فقط.. نعم كنت قريبا من كلّ اللاعبين لكنّي كنت لا أتسامح مع كلّ من يتقاعس في حقّ الترجي..

 لم تقل لنا من هو الأقرب الى قلبك؟

صراحة هو خليل شمّام لأنّه لاعب مهذّب ومتخلّق وغيور على لوني الترجي، ولمن لا يعلم أعترف أنّني من أقنعت عزيز زهيّر بمنح الفرصة لشمام والدراجي مع صنف الاكابر..
 أحسن مدرّب «يفهمك على الرّمش»؟

هو «جوزي ديمورايس» الذي يمتاز بعقلية احترافية كبيرة ويعدّ مبارياته ضدّ كلّ الفرق كبيرة ويعدّ مبارياته ضدّ كلّ الفرق بنفس العزيمة وبكلّ جديّة ولا يغفل عن دراسة أبسط الجزئيات..

ومن هو المسؤول الذي كان يمرّ بينك وبينه التيّار بشكل طبيعي؟

هو قطعا عزيز زهير بحكم أنّنا أصدقاء من قديم الزّمان.

من هو اللّاعب الذي فشلت في انتدابه للترجي؟

لم يحصل ذلك لأنّني لم أكن أدخل في مفاوضات مع أيّ لاعب مازال على ذمّة فريقه قانونيّا، وفي هذا السياق أؤكد أنّ حمدي المدّب لمّا كلّفني يوما بانتداب المهاجم أمير العكروت للترجي بعد عودته من تجربة ألمانيّة، جلست إلى هذ الّلاعب واتّفقت معه في كلّ المسائل لكن لمّا اتّصل بي السّيد حمّادي بوصبيع وطلب منّي التنازل على العكروت للإفريقي نفّذت له طلبه بعد إستشارة رئيس النادي حمدي المدّب الذي وافق على التنازل عن العكروت..

هل مازال عندك مكان في كرة اليوم؟

لا..لا أرى نفسي قادرا على العمل في كرة انعدمت فيها الأخلاق وتفشّت فيها الفوضى والعنف والمشاكل والإتّهامات.. كرة اليوم مع إحترامي لبعض الكفاءات والمتخلّقين صارت مرتعا لـ «الخبثاء»
كنائب سابق لرئيس الترجي، هل سبق لك أن طلبت من أحد اللاعبين المصابين المشاركة في مباراة بـ «الزّرارق»؟

مستحيل لم أفعل ذلك، لأنّ حياة البشر بالنسبة لي أهمّ من كسب نتيجة مباراة، في كلمة أيّ مسيّر يفعل ذلك هو إنسان «مهبول» ..

هل تسبّبت لك الكرة في مشاكل عائليّة؟

نعم التسيير في هيئة الترجي إفتكنّي من عائلتي وهو ما جعل زوجتي «المكشّخة» تعتبر «الكورة» في بعض المناسبات بمثابة «ظرّتها»، وبهذه المناسبة أشكر زوجتي على صبرها وكذلك أترحم على روح شقيقها الذي غادر هذه الدنيا الفانية مؤخرا بعد أن خدم الترجي بإخلاص كمسيّر في عهد اللاعبين طارق ذياب وخالد بن يحيى.

كيف ترى حظوظ الترجي في مباراة 26 جويلية الجاري الذي ستجمعه بالنادي الصفاقسي؟

مباراة صعبة هذا أكيد، لكن ثقتي كبيرة في اللاعبين على صنع التحدّي رغم أن الترجي ليس في أفضل حالاته.في كلمة، نتيجة المباراة 50 % لصالح الترجي ومثلها للنادي الصفاقسي..
من جهة اخرى أرى أن الترجي يمتلك أسبقية معنوية على «السي-آس-آس» بحكم فوز زملاء معزّ بن شريفية على النادي الصفاقسي في أكثر من لقاء.. كما أقول إنّه إذا ما نجح فريقنا في كسب هذه المباراة سيتوّج لاحقا برابطة أبطال إفريقيا في نسختها الحالية..

من هوّ أقرب مسيّر رياضي من خارج الترجي الى قلبك؟

هو منجي بحر رغم ما حصل بيننا في مباراة «قصّان الضوّ» التي لم يكن للترجي مصحلة حتى يفعل ذلك كما تردّد باطلا.

بعد 4 سنوات من الاحتجاب، هل يجوز القول إنّ بادين التلمساني إبتعد عن الترجي قلبا وقالبا؟

حبّ الترجي لن يستطيع أيّ كان إنتزاعه من قلبي مهما إبتعدت عن التسيير..
إذن دمك«أحمر وأصفر»
وهو كذلك، لكني أحترم من هم دمّهم «أحمر وأبيض».

رسالتك الى حمدي المدّب؟

أتمنّى أن يجازيك الله بكلّ خير على ما قدّمته للترجي من أفضال كبيرة..

 في الختام، بما تعلّق على أحداث الإرهاب الأخيرة؟

أستغلّ هذه المناسبة لأترحم على أرواح شهداء المؤسسة العسكرية البواسل، على أن أقول لمن يوهموننا منذ سنتين أنّهم بصدد تمشيط جبل الشعانبي وملاحقة الارهابيين، رجاء كفّوا عن هذه المسكنّات التي تستعملونها وأحرقوا هذا الجبل وغيره من الاماكن للقضاء على هؤلاء المجرمين وإنقاذ تونس من شرّهم.

حاوره: الصحبي بكار